responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب    الجزء : 1  صفحة : 233
[إملاء 85]
[الخلاف بين النحويين في: لا جرم]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة اثنتين وعشرين على قوله تعالى: {لا جرم أن لهم النار} [1] وشبهه:
للبصريين فيها قولان: أحدهما: أن (لا) في الأصل رد لما سبق [2]، وجرم بمعنى: كسب، مثل قوله: {لا يجرمنكم شقاقي} [3]، {ولا يجرمنكم شئتان قوم} [4]، وفي (جرم) ضمير فاعل، مستتر يعد على مضمون الجملة المتقدمة المردودة بلا، وأن وما عملت فيه مفعول بجرم، أي: كسب ما تقدم ذلك. والقول الثاني: أن (لا) رد أيضاً، و (جرم) بمعنى ثبت وحق [5]، وأن ما بعدها رفع على أنه فاعل بجرم، وكثرت على الوجهين جميعاً حتى صار كالتعليل في أن ما بعدها مسبب لما قبلها، فلذلك لا يوقف على (لا) ويبتدأ بجرم. وما توهمه بعض أصحاب الوقف من جواز الوقف على (لا) في مثل قوله: {أن لهم الحسنى لا} [6]. ويبتدئ: جرم، إنما أوقعه فيه ما رآه من قول البصريين أن (لا) رد لما سبق، وجرم: جملة فعلية. ولم يتبين أن الشيء يكون له أصل في

[1] النحل: 62.
[2] وهو مذهب الخليل، قال سيبويه: "وزعم الخليل أن لا جرم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام، يقول الرجل: كان كذا وكذا، وفعلوا كذا وكذا فتقول: لا جرم أنهم سيندمون أو أنه سيكون كذا وكذا" الكتاب 3/ 138.
[3] هود: 89.
[4] المائدة: 8.
[5] وهو مذهب سيبويه، قال: "وأما قوله عز وجل: "لا جرم أن لهم النار" فإن جرم عملت فيها لأنها فعل، ومعناها: لقد حق أن لهم النار، ولقد استحق أن لهم النار". الكتاب 3/ 138.
[6] النحل: 62.
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست